أجمع العلماء، عرب ومسلمون وعجم، على أن الصيام علاج للعديد من الأمراض الجسدية والنفسية، بما في ذلك تطهير جسم
الانسان من السموم. ومعروف أنالأخيرة تتراكم في الجسد كنتيجة لملوثات الهواء، الذي يستنشقه الانسان، والموادالكيميائية التي
تلوث الطعام والشراب. وحسب أطباء الاختصاص فإن جسم الإنسان يحاول، من حين لآخر، البحث عنوسيلة ليخلص نفسه من تلك
السموم. وعند حدوث ذلك تنطلق السموم الى الدممتسببة في أن يشعر المرء بأن حالته ساءت. وأثناء هذه الدورة ربما
يشعرالإنسان بالصداع، أو يصاب بالإسهال أو يعتريه الاكتئاب. وهنا يعتبر هؤلاءالصوم وسيلة فعالة وآمنة لمساعدة جسم
الإنسان على انتزاع السموم من نفسه.وذلك من خلال إراحة الجسم من العبء المبذول في هضم الطعام، ما يسمحلأجهزة الجسم
بأن تخلص نفسها من السموم وتسهيل عملية الشفاء. سئل أحد المعمرين، الذي تجاوز سن التسعين من عمره عن سبب عمره
المديد،فقال: "إني أعزو احتفاظي بالصحة والقوة والنشاط في سنوات كهولتي إلى أنيأمارس الصوم من حين لآخر. ففي كل عام
أصوم شهراً، وفي كل شهر أصومأسبوعاً، وفي كل أسبوع أصوم يوماً، وفي كل يوم آكل وجبتين بدلاً من ثلاث.وفي أثناء الصوم
أكثر من شرب الماء، وقليل من عصير الفاكهة الطازجة، أوملعقة صغيرة من عسل النحل، إذا وجدت أني لم أعد قادراً على
مواصلة العملوأداء واجباتي اليومية". ويقول معمر آخر تجاوز المائة من عمره: "إن تقشفي في المعيشة وتمسكيبأبسط
المأكولات، كان من أهم ما تتميز به حياتي عن حياة من كانوا يعيشونمعي من الأقارب والأصدقاء، فرغم ثرائي الوفير وتوافر
أسباب الحياة المفعمةلي فقد حييت حياة خالية من الإسراف معظم أيامي، وكان غذائي المحبوب اللبنوالجزر والخبز الجاف. وكنت
أصوم فترات متعددة في كل عام، فجنبت نفسيويلات المرض ومتاعب الشيخوخة". الصيام نظام حماية وبالاضافة إلى ذلك، فإن
الصيام في حد ذاته مفيد للجسم ليس، فقط، كنظامحماية أثناء المرض، أو أثناء دورات الانحدار التي تعتري الإنسان أثناءالتخلص
من السموم، وإنما يجعل الإنسان يمنح أعضاء جسمه فترة راحة.وبذلكيمكنه أن يوقف ولو وقتياً عملية الشيخوخة، فيعيش عمراً
أطول ويتمتع بحياةأكثر صحة أثناء الصيام. وتدل الإحصاءات التي حصل عليها قسم الأبحاثبجامعة وسترن ريزوف الأمريكية، على
أن عدداً قليلاً يموتون بكبر السن وبلوغالمرحلة الأخيرة من مراحل الشيخوخة، وأن الغالبية تموت قبل سن الشيخوخة،وقد قام
هذا المعهد بتشريح ما ينيف على عشرين ألف جثة، فلم يجد من بينهاإلا بضع مئات ماتوا بالشيخوخة الحقة أما الباقي فماتوا
نتيجة لإصابتهم بأحدالأمراض التي أصبحت تصيب الإنسان المتحضر، نتيجة للإفراط في الأكلوالإسراف في المعيشة، مثل ارتفاع
ضغط الدم والجلطة والذبحة والسرطانوأمراض القلب وتضخم الكبد والتهاب الكلى والمرارة. فغالبية الناس لا يموتونميتة طبيعية،
ولكنهم يقتلون أنفسهم بما يأكلون. وقابلية المرء للاحتفاظ بصحتهوقوته إلى نهاية العمر، ليست مجرد صدفة، بل أساسها علم
ومعرفة وإتباعأساليب صحيحة في الأكل والمعيشة، يسير الإنسان عليها منذ الصغر. ومعروف أن جميع الأديان السماوية حثت
على الصوم كوسيلة للعبادة، وتهذيبالروح والنفس والبدن. ومن مآثر الدين الإسلامي أنه يؤكد أهمية الصوم، بجعلهأحد الفروض
الخمسة فيقول الله تعالى: (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)وقال عليه الصلاة والسلام: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من
بطنه، حسب ابنآدم لقيمات يقمن صلبه) وقال أيضاً: (جاهدوا أنفسكم بالجوع فإن الأجر في ذلككأجر المجاهد في سبيل الله) وقال
صلوات الله عليه: (أفضلكم عند الله منزلةيوم القيامة أطولكم جوعاً وأبغضكم عند الله يوم القيامة كل أكول وشروب).ويحكى أن
المقوقس ملك مصر أهدى النبي، صلى الله عليه وسلم، جارية وطبيباًوبغلة، فأما الجارية فهي مارية القبطية، فتزوجها الرسول
صلى الله عليه وسلم،وأما البغلة فاتخذها مطية له، وأما الطبيب فمكث مدة طويلة لم يقبل عليه أحديشكو مرضاً، فقال للنبي صلى
الله عليه وسلم: (مكثت فيكم مدة طويلة ولميأتني مريض، فأجاب النبي بقوله المأثور: " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذاأكلنا لا
نشبع"). وخلال الصيام -حسب الأطباء- تستمر عملية افراز السموم، بينما يقل دخولكميات جديدة من السموم. ويترتب على ذلك
انخفاض السمية العامة للجسم.والطاقة التي عادة يستخدمها الجسم لإتمام عملية الهضم، يعاد توجيهها إلىالجهاز المناعي ونمو
الخلايا وعملية إزالة السموم. وينخفض العبء الملقى علىجهاز المناعة بدرجة كبيرة، ويرتاح الجهاز الهضمي من أي التهاب
نتيجة نشأةالحساسية للطعام، كما تنخفض دهنيات الدم فيصبح الدم أخف من ذي قبل،ويزيد حجم الأكسجين الوارد إلى الأنسجة
وتتحرك كرات الدم البيضاء بكفاءةأكبر، وتنطلق المواد الكيميائية المخزنة في الدهون داخل الجسم مثل مبيداتالحشرات والأدوية،
كما يصبح وعي الإنسان بجسده وتذوقه للطعام وإحساسهبالجو المحيط أكثر إدراكاً. وبسبب هذه التأثيرات للطعام فإن الصيام
يساعد علىأن يبرأ الانسان من مرضه بسرعة أكبر وأن يغسل كبده ويطهره، وكذلك الكلىوالقولون، وينقي الدم ويساعده على أن
يفقد الوزن الزائد، ويتخلص من الماءالمتجمع وتدفع بالسموم خارج الجسم وتنقي العينين واللسان وتطهر النفس. التخلص من
التعب وأثناء الصيام، ونتيجة انطلاق السموم من الجسم، يقول هؤلاء الاختصاصيون إنبعض الناس قد يشعر بالتعب أو ظهور
رائحة للجسم، أو حدوث ما يشبه جلداًخشناً مقشراً، أو طفحاً جلدياً، أو حدوث حالات صداع أو دوخة أو تهيج وقلقوتشوش ذهني
وغثيان وسعال وإسهال وبول غامق اللون وبراز غامق اللونكريه الرائحة، وأوجاع بالجسم، وأرق وإفراز مخاط من الجيوب
الأنفيةوالشعيبات الهوائية، أو متاعب في الرؤية أو السمع، وهذه الأعراض ليستخطيرة، وسوف يجتازها الجسم بسرعة، وهي
نتاج خروج السموم من جسمالإنسان. ولتخفيف هذه الأعراض على الصائم أن يعمل حقنة شرجية يومياً منالليمون من أجل تنظيف
القولون، وتعمل بالطريقة التالية: أضف عصير ثلاث ليمونات إلى نصف جالون من الماء الدافئ (تأكد من عدماستعمال الماء
البارد جداً أو الماء الدافئ جداً) وضع كل المحلول في كيسالحقنة الشرجية (تباع في الصيدليات) ولا تستخدم الفازلين لتزييت طرف
الحقنة،التي ستدخلها في فتحة الشرج، واستعمل بدلاً من ذلك زيت هذا الفيتامين عنطريق ثقب كبسولة فتامين (هـ) وعصر
محتواها على طرف الحقنة. وخذ وضعالسجود وأفرغ محتوى الحقنة الشرجية ثم استلق على ظهرك ومن ثم علىجانبك الأيسر،
وأثناء ذلك قم بتدليك منطقة القولون من البطن للمساعدة علىتفكيك المادة البرازية، وابدأ بالاستلقاء على جانبك الأيمن وحول
أصابعكبالتدريج إلى أعلى ناحية أسفل القفص الصدري، ثم اعبر بطنك بالعرض، ثمإلى الجانب الأيسر السفلي. ولاحظ أن اضافة
جالون من الماء يعتبر كمية كبيرةمن الماء. وفي حالة إحساسك بالألم أثناء عملية الحقن أوقف تدفق الحقنة وأبقفي نفس وضعك
ثم خذ نفساً عميقاً عدة مرات حتى يختفي الألم، ثم استمر فيحقن السائل. إبق السائل داخل جسمك لمدة 3-4 دقائق قبل الذهاب إلى
الحماملإفراغ المخلفات، ثم اذهب إلى الحمام لإخراج جميع الفضلات عبر فتحة الشرج. نصائح مهمة للصائم وهنا بعض النصائح
المهمة التي يقدمها للصائمين أطباء الاختصاص للعمل بها: قبل وأثناء الصيام دلك جسمك بفرشاة جافة لتساعد على تخليص
الجسم منالسموم، وإزالة خلايا الجلد الميتة. وقم بعمل التدليك باستخدام فرشاة ذات شعرخشن طبيعي ومقبض طويل حتى تتمكن
من تدليك ظهرك دائماً، استخدم الفرشاةفي اتجاه القلب من الرسغ إلى الكوع، ومن الكوع إلى الكتف، ومن الكاحل إلىالركبة،
ومن الركبة إلى مفصل الحوض وهكذا. إن هذا التدليك من شأنه أنيزيل كميات كبيرة من خلايا الجلد الميتة، فيحرر مسام الجلد من
العوائق، وبذلكيساعد على إفراز السموم. وهذا بدوره سوف يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية.واحذر استخدام هذه الطريقة في
المناطق المصابة بالحبوب، أو الأكزيما أوالصدفية، وكذلك في المناطق المتشققة من الجلد أو التي بها ندوب حديثة أودوالي
منتفخة أو بارزة. إذا كنت تستخدم طقم أسنان فأبقه في فمك طوال فترة الصيام وذلك لمنعانكماش اللثة. أثناء الصيام، ومع انطلاق
السموم من جسمك، ربما تجد لسانك مغطى باللونالأبيض، وربما تشعر بمذاق غير مستحب في الفم، ومن أجل حل هذه
المشكلةجرب غسل الفم بعصير الليمون الطازج. أثناء الصيام تأكد من أنك تأخذ قسطاً وافراً من الراحة. إذا كان لديك انخفاض في
سكر الدم، فلا تصم واستشر طبيبك، لأن في ذلكخطورة على صحتك. إذا كنت فوق الخامسة والستين من العمر ولا تحب تناول
الخضر والفواكه، أوعصائرها، فعليك باستخدام المكملات الغذائية، مثل الفيتامينات والمعادن والأحماضالأمينية الأساسية خلال فترة المساء.
إرسال تعليق