النشرة البريدية

شارك بالنشرة البريدية! و توصل بجديد دروسنا و مقالاتنا مباشرة على بريدك الإلكتروني

حين تشترك في النشرة البريدية ستصلك رسالة إلى بريدك الإلكتروني من أجل تفعيل الإشتراك في نشرتنا

الأحد، 28 يوليو 2013

هل تعلم ما هو السر في طبيعة ملابس الاحرام ؟

ما هو السر في طبيعة ملابس الاحرام ؟



جميعنا يتسائل في سر طبيعة ملابس الاحرام كونها بهذا الشكل والغاية منها
فما السر في ثياب الإحرام البيضاء و ضرورة لبسها على اللحم و تحريم لبس
المخيط .. و ما معنى رجم إبليس و الطواف حول الكعبة .. ألا ترى معي أنها
بقايا وثنية
قلت له : أنت لا تكتفي بأن تحب حبيبك حبا عذريا أفلاطونيا ، و إنما تريد
أن تعبر عن حبك بالفعل .. بالقبلة و العناق و اللقاء .. هل أنت وثني ؟
و بالمثل من يسعى إلى الله بعقله و قلبه .. يقول له الله : إن هذا لا يكفي .. لابد أن تسعى على قدميك
و الحج و الطواف رمز لهذا السعي الذي يكتمل فيه الحب شعورا و قولا و فعلا
و هنا معنى التوحيد
أن تتوحد جسدا و روحا بأفعالك و كلماتك
و لهذا نركع و نسجد في الصلاة و لا نكتفي بخشوع القلب ..
فهذه الوحدة بين
القلب و الجسد يتجلى فيها الإيمان بأصدق مما يتجلى في رجل يكتفي بالتأمل
أما ثياب الإحرام البيضاء فهي رمز الوحدة الكبرى التي تذوب فيها الأجناس و يتساوى فيها الفقير و الغني .. المهراجا و أتباعه
و نحن نلبسها على اللحم .. كما حدث حينما نزلنا إلى العالم في لحظة
الميلاد و كما سوف يحدث حينما نغادره بالموت .. جئنا ملفوفين في لفافة
بيضاء على اللحم .. و نخرج من الدنيا بذات اللفة
هي رمز للتجرد .. لأن لحظة اللقاء بالله تحتاج إلى التجرد كل التجرد
و لهذا قال الله لموسى :
(( اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ))
هو التجرد المناسب لجلال الموقف
و هذا هو الفرق بين لقاء لرئيس جمهورية .. و لقاء مع الخالق
فنحن نرتدي لباس التشريفة لنقابل رئيس الجمهورية
أما أمام الله فنحن لا شيء .. لا نكاد نساوي شيئا
و علينا أن نخلع كل ثياب الغرور و كل الزينة
قال صديقي في خبث : و رجم إبليس ؟
قلت :
- أنت تضع باقة ورد على نصب تذكاري للجندي المجهول ، و تلقي خطبة لتحيته .. هل أنت وثني ؟
لماذا تعتبرني وثنيا إذا رشقت النصب التذكاري للشيطان بحجر و لعنته .. إنها نفس الفكرة
إنها كلها رمزيات
أنت تعلم أن النصب التذكاري مجرد رمز ، و أنه ليس الجندي
و أنا أعلم أيضا أن هذا التمثال رمز ، و أنه ليس الشيطان
و بالمثل السعي بين الصفا و المروة إلى حيث نبعت عين زمزم التي ارتوى منها
إسماعيل و أمه هاجر .. هي إحياء ذكرى عزيزة و يوم لا ينسى في حياة النبي و
الجد اسماعيل و أمه المصرية هاجر
و جميع شعائر ديانتنا ليست طقوسا كهنوتية بالمعنى المعروف ، و إنما هي نوع
من الأفعال التكاملية التي يتكامل بها الشعور و التي تسترد بها النفس
الموزعة وحدتها ..
إنها وسيلة لخلق إنسان موحد .. قوله هو فعله .. فالكرم لا معنى له إذا ظل
تصريحا شفويا باللسان ، و إنما لابد أن تمتد اليد إلى الجيب ثم تنبسط في
عطاء ليكون الكرم كرما حقيقيا .. هل هذه الحركة وثنية أوطقسا كهنوتيا
و بهذا المعنى ، شعائر الإسلام ليست شعائر ، و إنما تعبيرات شديدة البساطة للإحساس الديني
و لهذا كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي بلا طقوس و بلا كهنوت و بلا كهنة
0تعليقات على “هل تعلم ما هو السر في طبيعة ملابس الاحرام ؟”

إرسال تعليق