ينحصر موضوع المخلوقات الفضائية والأطباق الطائرة في مجال الخيال بالنسبة لكثيرين، ولكن البعض برى غير ذلك، ومنهم إيدغار ميتشيل رائد الفضاء الذي كان من ضمن طاقم (أبولو 14) عام 1971، وهي الرحلة التي حطت على سطح القمر.
هذا الرجل الذي كان سادس شخص يخطو على سطح القمر يقول إننا لسنا وحيدين في هذا الكون، وأن مخلوقات من خارج كوكب الأرض تزورنا باستمرار.وقد صرح ميتشيل بهذا في مؤتمر يجمع المهتمين بظاهرة الأطباق الطائرة والباحثين الذين يدرسون إمكانية وجود شكل من أشكال الحياة في الفضاء الخارجي.
وطالب ميتشيل الحكومة الأمريكية بالصدق مع الناس ونشر المعلومات السرية التي بحوزتها فيما يخص هذه القضية التي تكتمت عليها عقودا كما يقول.وليست هذه المرة الأولى التي يصرح فيها ميتشيل بمثل هذا، فقد قال في مقابلة تلفزيونية على شبكة NBC عام 1996 إنه اجتمع مع موظفين رسميين من حكومات ثلاث دول مختلفة أكدوا له أنهم مروا بتجارب شخصية قابلوا فيها مخلوقات فضائية.
كما أكد أنه يرى أن الأدلة على وجود مثل هذه المخلوقات واتصالها بكوكبنا «قوية» جدا و»سرية» فهو يرى أن الحكومات تتكتم على مثل هذه «الحقائق».كما أضاف في تلك المقابلة أن الحكومة الأمريكية لديها نوع من التحالف أو الاتفاقية مع هذه المخلوقات الفضائية حيث تسلمت منهم أسرار تقنية مهمة ومفيدة للحكومة.
أوضح ميتشيل أيضا لصحيفة «سنت بترسبرج تايمز» في عام 2004 قائلا :«إن هناك فريقا في الحكومة الأمريكية يجري البحوث على جثث المخلوقات الفضائية, وتوقف عن تزويد الرؤساء الأمريكيين بنتائج بحوثهم منذ مقتل كينيدي».
وفي تموز ( يوليو) 2008 أدلى ميتشيل بحديث لإذاعة كيرانج أشار فيه إلى الحادثة الشهيرة لتحطم «طبق طائر» في مدينة روزويل عام 1947 (التي نشأ فيها ميتشيل)، وأكد أن ما تحطم كان بالفعل طبقا طائرا على الرغم من إنكار الحكومة الأمريكية لذلك، كما أكد أن الحكومات تتكتم على مثل هذه «الحقائق» منذ 60 عاما.
وقد ردت NASA على تصريحاته تلك بتصريح مفاده أن الوكالة لا تتابع الأجسام الطائرة الغريبة وليست متورطة في أي مؤامرة للتكتم على وجود مخلوقات فضائية، مما دعا ميتشيل لتوضيح وجهة نظره في مقابلة مع شبكة «فوكس» الإخبارية قائلا إنه لم يقصد وكالة ناسا بكلامه.
وأوضح أن لديه مصادر في مدينة روزويل تؤكد حقيقة ما جرى إلا أنه رفض الإفصاح عن أسمائهم بالرغم من وفاتهم حسب قوله.كما أشار لمصدر آخر في البنتاجون رفض تسميته كذلك.
الجدير بالذكر أن ميتشيل له نشاطات متنوعة من بعد أن كان رائد فضاء من ضمنها تأسيسه لمعهد علوم الإدراك عام 1973، الذي يعنى بالأبحاث في مجال الإدراك والوعي والظواهر الخارقة للطبيعة.
وليس ميتشيل وحيدا في تصريحاته، فقد توجه رائد الفضاء غوردن كوبر إلى لجنة الأمم المتحدة التي ناقشت قضية الأجسام الطائرة الغريبة في نيويورك 1985 قائلا: «إني أعتقد أن هذه المخلوقات الفضائية تزور كوكبنا، وينبغي لنا أن نعمل جاهدين لجمع المعلومات عن هذه الحوادث وتحليلها لنقرر كيف نتواصل مع هذه المخلوقات بشكل ودي.
وينبغي أن أشير إلى أني لست خبيرا في مجال الأطباق الطائرة أو المخلوقات الفضائية, إلا أني أشعر أني مؤهل لطرق هذا الموضوع بما أني ذهبت بنفسي إلى الفضاء, كما أني سبق وأن شاهدت مركباتهم تحلق في سماء أوروبا عام 1951 على ارتفاع لا تبلغه مقاتلاتنا».
من أشهر الناس الذين قالوا إنهم شاهدوا أجساما طائرة غريبة الرئيس جيمي كارتر الذي قال في عام 1973 إنه كان برفقة عشرة أشخاص آخرين منذ أربع سنين وشاهدوا شيئا غريبا يحلق في السماء.
وهناك مجموعة من العلماء والباحثين والناشطين الذين يبحثون هذه الظواهر ويهتمون بها مثل البروفيسور جون ألكساندر(باحث في مجال الأسلحة غير المميتة), والبروفيسور ريتشارد بويلن (المتخصص في الأنثروبولجي وعلم السلوك), وغيرهم.
أما الأدلة التي تستخدم لإثبات هذه الظاهرة فهي تراوح بين صور فوتوغرافية لأجسام مضيئة في السماء، وأخرى مفبركة، شهود عيان يحكون عن مشاهدتهم أطباقا طائرة (وفي ذلك مشاكل لها علاقة بطبيعة الذاكرة الإنسانية والإدراك), بعض الوثائق الحكومية المنشورة وغير الواضحة حيث يصعب قراءتها, وفي حين أنه من المستحيل إثبات عدم وجود مخلوقات غير المعروف لدينا في هذا الكون، إلا أن وجودها لم يثبت علميا بعد.
وقد يكون أول سؤال يتبادر للذهن عند سماع الاتهامات للحكومات بالتكتم على وجود مخلوقات فضائية وأطباق طائرة تزورنا هو: إن صح هذا, فما مصلحة الحكومات في التكتم؟ ويقدم أصحاب هذه النظرية مثل إدغار ميتشيل وستيفين غرير(طبيب وباحث في الأجسام الطائرة الغريبة وفي مجال الطاقة المجانية) تفسيرات وفرضيات عدة، منها:
استفادة الحكومات من التقنية المتقدمة التي يفترض أن المخلوقات الفضائية تملكها وبالتالي فهم يفضلون إبقائها سرا كي لا يستفيد أعداؤهم أو حتى حلفاؤهم منها.
إن تسرب «الحقيقة» سيؤدي إلى تغير جذري في مفهوم البشر عن وجودهم في الكون وعلاقتهم به، وقد تتغير فكرة الانتماء لدولة معينة إلى الانتماء إلى الكوكب ككل (خوفا من هجوم خارجي من الفضاء).
أن كشف هذه المعلومات المزعومة يطرح كثيرا من الأسئلة التي لم يتوصلوا لإجابتها بعد: ما أهداف هذه المخلوقات التي تزورنا؟ ما التقنية التي يستخدمونها وهل يمكننا الاستفادة منها؟ ما أثر هذه المعلومات في الناس اجتماعيا وسياسيا
إن تقنيات المخلوقات الفضائية ذات أهمية في موضوع الطاقة حيث يمكن أن تؤدي إلى ثورة في هذا المجال عن طريق ابتكار طرق لإنتاج الطاقة من لا شيء مما يهدد مصالح عظمى .
ويظن كثير من العلماء والباحثين الآخرين (الذين يشككون في هذه الدعاوى) أن هناك تفسيرات علمية لكل ما يُرى من أجسام طائرة وأضواء في السماء، وتتمثل هذه التفسيرات في مناورات أو تجارب عسكرية سرية، تجربة أسلحة ومركبات جديدة غير معلن عنها، أو أحداث فلكية تبهر الإنسان العادي ولا يجد لها تفسيرا.
وفي تحليل قام به ألان هندري (عالم فلك وباحث في مجال الأطباق الطائرة)، وجد أن أكثر من نصف المشاهدات التي يبلغ عنها لها تفسير فلكي واضح : نجوم أو كواكب أو نيازك أو أقمار صناعية.كما يشرح إيان ريدباث الباحث الصحافي الشهير، الذي اشتهر بتحقيقه في حادثة غابة ريندليشام في إنجلترا عام 1980 (مشاهدة أطباق طائرة) في مقال له بعنوان (الأسباب الفلكية لظاهرة الأجسام الغريبة الطائرة) أن إدراك الإنسان للمسافات البعيدة (في الفضاء الخارجي) فيه خلل كبير.
من جهة أخرى يظن البعض بأن قضية المخلوقات الفضائية والأطباق الطائرة تستخدم أو ستستخدم في المستقبل القريب بهدف حملة ضخمة لتسليح وعسكرة الفضاء .
في حين أن هذا المشروع قد بدأ بالفعل إلا أن المجموعة العسكرية الصناعية Military Industrial Complex التي حذر منها الرئيس الأمريكي السابق دوايت أيزنهاور في خطبته الوداعية للشعب الأمريكي تسعى إلى مزيد من الدعم الشعبي والمادي. وتقول كارول روزين وهي أول سيدة تصبح مديرة في شركة للفضاء الجوي وهي مجموعة شركات فيرتشايلد، كما أنها مستشارة في مجال مضادات القذائف وسبق أن كانت المتحدثة الرسمية عن ورنر فون براون (من أشهر علماء الصواريخ والملاحة الجوية في ألمانيا ثم في الولايات المتحدة وكان رئيس مركز الملاحة الفضائية مارشال في وكالة ناسا)، تقول روزين إن فون براون أفشى لها بوجود مخططات خطيرة تهدف إلى عسكرة الفضاء والسيطرة على الأرض من الفضاء.
وتضيف أنه صرح لها باستخدام عدة أعداء بمرور الزمان لدعم هذا المشروع مثل الروس والإرهابيين ومستقبلا المخلوقات الفضائية وحتى الكويكبات والنيازك.
وتقول روزين إن المخططات تشمل بناء قواعد عسكرية في الفضاء الخارجي. وتشير روزين إلى اجتماع حضرته في 1977 في قاعة اجتماعات شركة فيرتشايلد المسماة (غرفة الحرب) وجاء في الاجتماع ذكر حرب ستحدث في منطقة الخليج العربي عام 1990 قبل عقود من حدوثها، وهي تشير في ذلك إلى التخطيط المسبق لحروب تستفيد منها المجموعة العسكرية الصناعية.
وتبقى قضية وجود حياة أخرى خارج الأرض مفتوحة للتساؤل والبحث، والأمل ألا يتم استغلال ذلك في أغراض ليست في مصلحة العالم.
شاهد الفيديو
إرسال تعليق