هناك مرض لا يصيب إلا أمناء المكتبات ومن شابههم، وهذا المرض يسمى الببلومانيا، أي جنون الكتب، وأرجو من أمناء المكتبات بأن لا يغضبوا عليّ، لأني أفشيت سراً لا ينبغي لأحدٍ أن يعلمه غيرهم.
هناك مرض لا يصيب إلا أمناء المكتبات ومن شابههم، وهذا المرض يسمى الببلومانيا، أي جنون الكتب، وأرجو من أمناء المكتبات بأن لا يغضبوا عليّ، لأني أفشيت سراً لا ينبغي لأحدٍ أن يعلمه غيرهم.
على أية حال، فإن هذا المرض، كما أعتقد هو من الصعب تشخيصه، إذ إن المصابين به، لا يشعرون بقلقٍ إزاءه أبداً، فهم دائماً مسرورون مبتهجون، لا سيما عندما يحصل أحدهم على كتابٍ نادر، إذ سوف يصبح الواحد منهم في حالة هستيرية عارمة، وذلك فقط بمجرد أن اقتنى الكتاب. إن المصابين بالببلومانيا، يتميزون عن غيرهم بحبهم الشديد للكتب، فهم يعشقون شكلها، ورائحتها، وصوت صفحاتها، كما إنهم مبالغون بخوفهم الشديد عليها، فهم يخشون عليها من الماء، ومن النار، ومن عبث الأطفال. إن هذه الميزات، كما نلاحظ، ليست علامات على الإصابة بالمرض إطلاقاً، بل هي وبكل صدق، تعتبر صفات إيجابية، يتميزون بها هؤلاء الببلومانيون عن غيرهم. لكن، إذا سألتم عن العلامات الحقيقية للمرض، فهي كما أشار إليها عالم المكتبات محمد أمين البنهاوي، إلى أن المصابين بالببلومانيا حريصون على تجليد كتبهم بجلود غير مألوفة كجلد الفيل والثعبان والحوت، بل لقد بلغ بأحدهم الهوس، بحيث جعل غلاف كتابه ملفوفاً بجلد إنسان، وهذه تعتبر حالات شاذة جداً!.
وقد تبدأ أعراضه الأولى منذ الصغر دون أي ملاحظة. والإشارات الأولى لهذا المرض تبدأ بالشعور بالبهجة والسرور عند مشاهدة أي كتاب وسرعان ما ينقلب الأمر إلى الرغبة في اقتناء ومطالعة أي كتاب من أي نوع..أما المرحلة المتقدمة منه فتتميز بالرغبة في تجميع أكبر قدر من الكتب لمجرد التجميع على افتراض إمكانية الاستفادة منها يوماً ما.
ومن الحالات الشاذة أيضاً هي أن الببلومانيين قد يأكلون الكتب، وهذه حقيقة، فلقد قيل إن أحد المصابين بهذا المرض، أقام لأصدقائه وليمة عشاء، قدم خلالها حساءً لذيذاً ممزوجاً بأوراق مغلية من ديوان أحد الشعراء! والأغرب من ذلك كله هو أن بعض المصابين بهذا المرض، قد يستطيعون معرفة المالك الأول للكتاب إذا كان الكتاب مختلفاً فيه!. لا، بل إن باستطاعة الواحد منهم أن يتعرف على عمر الكتاب من خلال صوت الورقات، بل ومن خلال لمسها أيضاً، بل باستطاعتهم تمييز ذلك من خلال نظرة سريعة في الكتاب!
فلقد قيل إن أحد المصابين بهذا المرض، أقام لأصدقائه وليمة عشاء، قدم خلالها حساءً لذيذاً ممزوجاً بأوراق مغلية من ديوان أحد الشعراء! والأغرب من ذلك كله هو أن بعض المصابين بهذا المرض، قد يستطيعون معرفة المالك الأول للكتابإذا كان الكتاب مختلفاً فيه!. لا، بل إن باستطاعة الواحد منهم أن يتعرف على عمر الكتاب من خلال صوت الورقات، بل ومن خلال لمسها أيضاً، بل باستطاعتهم تمييز ذلك من خلال نظرة سريعة في الكتاب!
ولعل من أشهر المصابين بهذا المرض من علمائنا الأوائل هو (ابن الملقن) الذي أصيب بالجنون عندما افتقد كتبه، وأما أشهر المصابين به من العصر الحديث، فهو الشاعر العالمي (بوريس باسترناك)
على أية حال، فإن هذا المرض، كما أعتقد هو من الصعب تشخيصه، إذ إن المصابين به، لا يشعرون بقلقٍ إزاءه أبداً، فهم دائماً مسرورون مبتهجون، لا سيما عندما يحصل أحدهم على كتابٍ نادر، إذ سوف يصبح الواحد منهم في حالة هستيرية عارمة، وذلك فقط بمجرد أن اقتنى الكتاب. إن المصابين بالببلومانيا، يتميزون عن غيرهم بحبهم الشديد للكتب، فهم يعشقون شكلها، ورائحتها، وصوت صفحاتها، كما إنهم مبالغون بخوفهم الشديد عليها، فهم يخشون عليها من الماء، ومن النار، ومن عبث الأطفال. إن هذه الميزات، كما نلاحظ، ليست علامات على الإصابة بالمرض إطلاقاً، بل هي وبكل صدق، تعتبر صفات إيجابية، يتميزون بها هؤلاء الببلومانيون عن غيرهم. لكن، إذا سألتم عن العلامات الحقيقية للمرض، فهي كما أشار إليها عالم المكتبات محمد أمين البنهاوي، إلى أن المصابين بالببلومانيا حريصون على تجليد كتبهم بجلود غير مألوفة كجلد الفيل والثعبان والحوت، بل لقد بلغ بأحدهم الهوس، بحيث جعل غلاف كتابه ملفوفاً بجلد إنسان، وهذه تعتبر حالات شاذة جداً!.
وقد تبدأ أعراضه الأولى منذ الصغر دون أي ملاحظة. والإشارات الأولى لهذا المرض تبدأ بالشعور بالبهجة والسرور عند مشاهدة أي كتاب وسرعان ما ينقلب الأمر إلى الرغبة في اقتناء ومطالعة أي كتاب من أي نوع..أما المرحلة المتقدمة منه فتتميز بالرغبة في تجميع أكبر قدر من الكتب لمجرد التجميع على افتراض إمكانية الاستفادة منها يوماً ما.
ومن الحالات الشاذة أيضاً هي أن الببلومانيين قد يأكلون الكتب، وهذه حقيقة، فلقد قيل إن أحد المصابين بهذا المرض، أقام لأصدقائه وليمة عشاء، قدم خلالها حساءً لذيذاً ممزوجاً بأوراق مغلية من ديوان أحد الشعراء! والأغرب من ذلك كله هو أن بعض المصابين بهذا المرض، قد يستطيعون معرفة المالك الأول للكتاب إذا كان الكتاب مختلفاً فيه!. لا، بل إن باستطاعة الواحد منهم أن يتعرف على عمر الكتاب من خلال صوت الورقات، بل ومن خلال لمسها أيضاً، بل باستطاعتهم تمييز ذلك من خلال نظرة سريعة في الكتاب!
فلقد قيل إن أحد المصابين بهذا المرض، أقام لأصدقائه وليمة عشاء، قدم خلالها حساءً لذيذاً ممزوجاً بأوراق مغلية من ديوان أحد الشعراء! والأغرب من ذلك كله هو أن بعض المصابين بهذا المرض، قد يستطيعون معرفة المالك الأول للكتابإذا كان الكتاب مختلفاً فيه!. لا، بل إن باستطاعة الواحد منهم أن يتعرف على عمر الكتاب من خلال صوت الورقات، بل ومن خلال لمسها أيضاً، بل باستطاعتهم تمييز ذلك من خلال نظرة سريعة في الكتاب!
ولعل من أشهر المصابين بهذا المرض من علمائنا الأوائل هو (ابن الملقن) الذي أصيب بالجنون عندما افتقد كتبه، وأما أشهر المصابين به من العصر الحديث، فهو الشاعر العالمي (بوريس باسترناك)
إرسال تعليق